لا أحد منا يعرف أين ستكون نهايته ومتي وكيف ؟
هل سنموت علي طاعة أم معصية ؟
لا ندري........
هناك أناس عبدوا الله سنين طويلة وماتوا علي معصية وغيرهم عصي الله سنين طويلة ومات علي طاعة.
كثير منا يأمل أن يموت في بيته ،عند أهله ،ولكن من الممكن أن يموت في مكان أخر غرقا أو حرقا أو حتي موتا طبيعيا .
لا ينبغي أن أقول أنه لن أموت حاليا لأني صغير
فلا يعرف احد متي سيموت
وصغر السن ليس مانعا من الموت وما أكثر الموت الفجأة في هذه الأيام .
أذكر لكم بعض الأمثلة عن حسن الخاتمة وسوء الخاتمة
نبدأ بسوء الخاتمة.......
ذكر الإمام ابن الجوزي _يرحمه الله_في كتابه " الثبات عند الممات "
أن رجلا احتضر ،فقيل له : قل : لا إله إلا الله . فقال عن نفسه : إنه كافر بها .
كافر بمن خلقه ، سبحان الله
فبمن نؤمن ؟ الله الذي خلقك تكفر به !
وقيل لأخر _ وهو يحتضر _ قل : لا إله إلا الله .
فقال : حيل بيني وبينها .
قال تعالي : "وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب " [سبأ ، الآية :54]
وذكر ابن الجوزي _ يرحمه الله _ أنه يعرف رجلا اشتد به الألم ، وزادت المصائب عليه ، فافتتن ، فكان يقول وهو في مرض الموت : لقد قلبني _يعني ربه _ في أنواع من البلاء ، فلو أعطاني الفردوس لما وفي بما يجري علي ، وأيش في هذا الابتلاء ؟!
" أيش " أي: أي شئ في هذا الابتلاء ؟
هكذا يقول _ والعياذ بالله _ يخاطب ربه قائلا : ما الفائدة من هذا الابتلاء يا رب ؟!! إلي هذا الحد بلغ به الجزع وعدم الصبر ؟
ويقول ابن الجوزي :- وسمعت أخر ، وهو في مرض الموت ، يقول ربي يظلمني .
وهناك قصص حديثة وهي إنذار للمتمادي في المعصية والبعد عن الله
يذكر أن شابا عمره عشرون سنة ، سافر إلي إجدي دول جنوب شرقي آسيا ، وكان يتعاطي الهيروين ، ويزيد من الجرعات شيئا فشيئا ؛ لأن هذا المخدر متوفر هناك ، وهو شاب غني ثري . ومكث هناك ما يزيد علي سنة ونصف ، وبعد ذلك أحضر من هناك بالقوة ،وأدخل مستشفي الأمل في إحدي المدن ، فوجد الراحة في العلاج ، وظل في المستشفي فترة طويلة ، ثم علم زملاؤه الأشرار بحاله ، فاتصلوا به ، وأغروه بالخروج من المستشفي ؛ فخرج منه ، فاصطحبه أولئك الزملاء ، وفي أول جلسة له معهم أعطوه كمية كبيرة من المخدر ، فتعاطاها ؛ فمات في ساعته .
ذكرت أنه في شرق آسيا بأن الهيروين متوفر هناك ، لا أريد ممن يتعاطاه أن يذهب إلي هناك .
كما أن في القصة نجد تأثيرأصحاب السوء وكيف بـأنهم كانوا السبب في نهاية هذا الشاب السيئة .
فيجب علي كل منا أن يختار أصحابه الذين يعينوه علي طاعة ربه وليس عصيانه
ومن له أصحاب سوء فعليه أن يأخذ بأيديهم إلي الطريق المستقيم
وإن كانوا يجتمعون علي معصية فلماذا لا يحاولوا أن يجتمعوا علي طاعة الله ؟
وقصة أخري ........
وهي أن رجلا خليجيا يزيد عمره علي ستين سنة ، جاء إلي تلك البلاد ، بلاد الإباحية والرزيلة والفساد ، واستأجر غرفة في أحد الفنادق ، وأخذ يعب من الخمور عبا ؛ ففي اليوم الأول شرب ست قوارير، ثم أتبعها بثلاث ، ثم ألحقها باثنتين ، حتي شعر بالامتلاء وأحس بوضع غير طبيعي ، فذهب إلي دورة المياه ؛ لكي يتقيأ ، فسقط هناك ، ولما أطال المكث فيها طرقوا عليه الباب ، ثم فتحوه ، فوجدوا الرجل ميتا في أخس مكان ، وإذا برأسه في مصرف المياه والنجاسات .
وقصة أخري ...........
أن هناك شخصا يعتقد بالعقائد الخبيثة الكفرية من عقائد العلمانيين والشيوعيين وغيرهم ، فكان أخوه يناصحه ، فلا يستجيب له ، فمرض ذلك المنحرف مرضا شديدا ، أصيب بالسرطان ، ولزم الفراش ، فكان أخوه يأتيه ، ويتحدث إليه ، ويرجو هدايته ، لعل الله يختم له بخير .
وفي أحد الأيام قال ذلك المريض لأخيه : أحضر لي المصحف . قال أخوه : فقمت فرحا مسرورا ، لأحضره له ، لعل الله يختم لأخي خاتمة سعادة ، قال : فأتيت بالمصحف ، فلما رآه قال : هذا المصحف ؟ قلت : نعم فقال عن نفسه : إنه كافر بهذا المصحف ، ثم مات من لحظته .
نقارن بين هؤلاء وبين من يختم الله لهم بحسن الخاتمة
- لما احتضر حذيفة ( رضي الله عنه ) قال : اللهم إني أعوذ بك من صباح إلي النار ، لا أفلح من ندم ، مرحبا بالموت ، حبيب جاء علي فاقة .
-ولما حضرت بلالا ( رضي الله عنه ) الوفاة كان يقول : غدا نلقي الأحبة ؛ محمدا وحزبه ؛ فلما بكت زوجته ، وقالت : وابلالاه !واحزناه!قال : وافرحاه !واسروراه !!
- خيثمة بن عبد الرحمن لما احتضر دخلت عليه امرأته باكية ، فقال لها : ما يبكيك ؟ الموت لابد منه . فقالت :الرجال بعدك علي حرام . فقال : ما كل هذا أردت منك . إنما كنت أخاف عليك رجلا واحدا ، وهو أخي فلان . أي : أنه يخشي أن يتزوجها بعده أخوه ، وكان رجلا فاسدا يشرب الخمر ، فخشي أن يشرب في بيته الخمر ، بعد أن كان يتلي فيه القرآن .
- عمر بن عبد العزيز ( رحمه الله ) عند احتضاره ، قال لمن عنده : اخرجوا فلا يبقي منكم أحد . فخرجوا ، وجلسوا عند الباب يستمعون ، فسمعوه يقول : مرحبا بهذه الوجوه،
ليست بوجوه إنس ولا جن ، ثم قال :" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولافسادا والعاقبة للمتقين"[القصص،الآية 83]ثم مات_رحمه الله _
-آدم ابن إياس ، ختم القرآن وهو مسجي (أي وهو علي فراش الموت ) علي سريره ،
ثم قال : يا رب بحبي لك إلا رفقت بي في هذا المصرع ، كنت اؤملك لهذا اليوم .
ثم قال : لا إله إلا الله ، وفاضت روحه .
وهناك قصة لشاب معاصر ، قضي عمره في الدعوة إلي الله -عز وجل - ، كان في عمرة في سنة من السنوات ، فأصابه مرض ذهب علي إثره إلي المستشفي ، ثم جاءت اللحظات الأخيرة من حياته ، قيل عنه أنه في إحدي الليالي طلب المصحف ، فأخذه وتلا منه ما يتيسر له ، ثم وضعه علي صدره ، وأغمض عينيه وسلم روحه لبارئها .
أخي ......... اختي
علي ماذا سنموت ؟
علي طاعة الله أم علي معصيته ؟
علي بر الوالدين أم علي عقوق الوالدين ؟
علي صلة الرحم أم قطعها ؟
علي الصلاة أم شرب الخمر والسهر والغرق في المحرمات؟
اللهم اجعل خير أيامنا يوم لقائك وأختم لنا بخاتمة الخير أجمعين
آمين يا أرحم الراحمين