ولو أنا إذا متنا تركنا
لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا
ونسأل بعدها عن كل شي
أخي ..ما المشاهد التي تنتظرها في موقف القيامة ؟!
ماذا أمامنا من النعيم والعذاب ؟!
إن في الأخرة من النعيم والخير والرضا واليقين مالا يحيط به وصف ، ولا يخطر علي بال .
وإن فيها من الأهوال والنكال والعذاب الأليم للمسيئين ما تقشعر له الأبدان ، وتنفطر له القلوب.
- أما الفريق الأول ، فيقول الله - تعالي - في الحديث القدسي الذي يرويه عن نبيه - صلي الله عليه وسلم -:-
" أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ، ولا خطر علي قلب بشر ".
[ البخاري ومسلم ]
قال أ بو هريرة : اقرأوا إن شئتم قوله -تعالي- " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون "
[السجدة ، الآية :17]
وعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أن النبي _صلي الله عليه وسلم _ قال:-
" إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام ما يقطعها ، وذلك ، قوله تعالي :"وظل ممدود "
[ البخاري ومسلم ]
وعن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال :-
" يقول الله -عز وجل - يوم القيامة : يا أهل الجنة هل رضيتم ؟ فيقولون : يا رب ومالنا لا نرضي !ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ؟ ألم تباعدنا عن النار ؟ فيقول : أفلا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : وأي شئ أفضل من ذلك ؟ فيقول الله - عز وجل - : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ".
[ البخاري ]
- وعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أن النبي _ صلي الله عليه وسلم _ قال :
" أول زمرة يدخلون الجنة علي صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم علي أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يثفلون ، ولا يتغوطون ، ولا يمتخطون . رشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة ".
[ البخاري ]
- عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- :
" ينادي مناد : يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وتحيوا فلا تموتوا أبدا ، وتشبوا فلا تهرموا أبدا ، وتنعموا فلا تبأسوا أبدا ، "
" ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون "
[ الأعراف ، الآية 43 ]
أي شئ نعيم الدنيا ؟! أي شئ لذاتها ؟! أي شئ سرورها ؟!
إن كل شئ يريده الإنسان من نعيم الدنيا . لا يساوي شيئا عند نعيم الجنة . وكيف يساويه والرسول_ صلي الله عليه وسلم _ يقول : " موضع سوط في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت ".ٌ[الترمذي] "لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ".
و إن خسارة الإنسان لهذا النعيم في الجنة لهي الخسارة الحقيقية ، حتي لو كان سيقال له : كن ترابا فيكون ترابا ولا يعذب . فكيف والحال أنه مع خسرانه الجنة سيعذب في النار ، وسيقاسي فيها ألوان النكال الهائل .
قال الله - تعالي - " قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتي إذا أداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء الذين أضلانا فآتهم عذابا ضعفا من النار "
[ الأعراف ، الآية 38]
عن سمرة بن جندب _ رضي الله عنه _ أن النبي _ صلي الله عليه وسلم _ قال : " من هم من تأخذه النار إلي كعبيه ، ومنهم من تأخذه إلي ركبتيه ، ومنهم من تأخذه النار إلي حجزته ، ومنهم من تأخذه إلي عنقه ، ومنهم من تأخذه النار إلي ترقوته". [مسلم ]
عن ابن عباس _ رضي الله عنهما_ قال في قوله _ تعالي _ : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " [آل عمران ، الآية :102]
عن النبي _ صلي الله عليه وسلم _ قال :" لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت علي أهل الأرض معايشهم ".
فكيف بمن يكون طعامه هو الزقوم في النار !! . [ الترمذي ]
أخي العزيز ...كيف نتحدث بذعر عن الغازات السامة والقنابل الهيدروجينية ، والأسلحة النووية والجرثومية الفتاكة ،
وننسي الزقوم ؟! مع أن تلك الأسلحة من صنع البشر ، ومهما كان فهي محدودة ، أما الزقوم فهو عذاب الله الأليم في الأخرة " إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم " [ الدخان ،الآيات :43-46]
ومما يصور أهوال عذاب يوم القيامة قوله _ تعالي _ : " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم . يصهر به ما في بطونهم والجلود . ولهم مقامع من حديد . كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق " [ الحج ، الآيات : 19 -22]
عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أن النبي _ صلي الله عليه وسلم _ سمع وجبة ( أي صوتا شديدا ) فقال لأصحابه :" أتدرون ما هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : هذا حجر رمي في النار منذ سبعين خريفا فالآن حين انتهي إلي قعرها "[ مسلم ]
عن النعمان بن بشير _ رضي الله عنه _ أن النبي _ صلي الله عليه وسلم _ قال : " إن أهون أهل النار عذابا رجل له نعلان وشراكان من نار ، يغلي منهما دماغه ، وإنه ليري أنه ليس في النار أشد عذابا منه "[البخاري ومسلم ]
فكيف بالذي في قرار جهنم ، يصلي نار جهنم ، ويأكل الزقوم ، ويشرب الغسلين ، ويضرب بالمقامع ، لا يزداد في النار إلا عذابا وحسرة .
إن أمام كل حي أهوالا جساما يجب الاستعداد لها ، والعمل قبل فوات الآوان .
عن أبي الدرداء _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله _ صلي الله عليه وسلم _ :
" لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ، ولضحكتم قليلا ، ولخرجتم إلي الصعدات تجأرون .."
تجأرون : أي ترفعوان أصواتكم بالدعاء
[ البخاري ومسلم ]
هذان الصنفان فأي الصنفين تحب ان تكون
اللهم اختم لنا بخاتمة الخير وأعنا علي طاعتك أجمعين
باب التوبة مفتوح لكل من عصي
فلا تستهون بالأمر وتضيع وقتك ولا تظن ان الله لن يقبل منك فالله غفور رحيم .
طبعا الكلام ده مش انا اللي كتبته يعني مش من دماغي لكن هو من كتاب وانا نقلته بالنص.