# تـحـضـيــــــر الأرواح .
تثار في الأوساط الثقافية بين الحين والآخر ، قضية تحضير الأرواح التي يزعم مروّجوها أنهم يملكون القدرة على تحريك الأشياء ومعرفة علم الغيب والتنبؤ بمستقبل الناس وعلاج المرضى ، وقد شغلت هذه الظاهرة كثيراً من الناس الذين شاهدوا بأم أعينهم مشاهد التحضير .
ويذهب أصحاب هذه الفكرة إلى تفسيرها بمذاهب شتى ، فتارة يقولون بأن الأرواح التي تحضر هي أرواح الموتى ، وتارة يزعمون بأنها أرواح من الملائكة ومن الجان لها علاقة بعلوم الغيب ، وإلى غير ذلك من التخرصات .
والحقيقة التي لا مراء فيها أن كل ذلك من الضلال الذي حاربه الإسلام ودعا المسلمين إلى التحرر من هذه الاعتقادات الفاسدة والممارسات الخاطئة .
ولبيان ذلك فإن:
_ الموتى لا صلة لهم بفكرة تحضير الأرواح لأن أرواحهم إمّا في نعيم وإمّا في عذاب. كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بحال القبر: [ إنما القبور روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ] . والروح تجازى حسب حالة صاحبها ، قال الله تعالى: { النار يعرضون عليها غدواً وعشياص ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشدَّ العذاب } .
ولا يمكن لأرواح الموتى أن تكون عبثاً لأصحاب التحضير .
_ وأما الملائكة وهم خلق نوراني غير محسوس خلقهم الله لواجبات محددة من حفظ الإنسان وكتابة أعماله وقبض روحه وهم { لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } ، فلا يمكن لأي مخلوق أن يحرفهم عن مهمتهم أو يستغلهم لخداع الناس عن طريق تحضير الأرواح ، وصدق الله العظيم { لايسبقونه باالقول وهم بأمره يعملون } .
أما الجن وهم عالم روحي آخر مكلفون كاالإنس برسالة الإسلام وفيهم المؤمن والكافر ، قال الله تعالى: { فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً وأمّا القاسطون فكانوا لجهنم حطباً # } .
وكفار الجن هم الشياطين وهم ذرية إبليس وجنوده كما قال الله تعالى عنهم: { إنَّه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم } .وقد ثبت في الحديث الشريف: [ ليس منكم من أحد إلا وقد وكّل به قرينه من الشياطين ] .
فإذا كانت هناك صلة بين عملية تحضير الأرواح والعوالم الأخرى ، فلن يكون ذلك إلاّ مع الشياطين الذين عصوا الله وتوعدوا الإنسان باالضلال والإغواء . ويدخل في هذا كل أعمال الشعوذة والكهانة والعرافة والسحر . . . وقد حذر الإسلام أشد التحذير من هذه الأعمال فقال رسول صلى الله عليه وسلم: [ من أتى عرّافاً أو كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ] .